قوة التركيز وتنشيط الذاكرة
يعتبر التركيز أحد أهم القوى التي يملكها العقل وعبر بوابة التركيز يقوم العقل في توظيف الإدراك والخروج بأفضل الاستنتاجات وأصلح الاختيارات. وبحسب التركيز يتحرك التفكير ويحدد مسار شخصيتك . وبإمكانك مع زيادة جرعة تركيزك الانطلاق في مهاراتك وتقديم أفضل مستوى من الإتقان الوظيفي، وبالتركيز المهاري تتحرك باتجاه التفوق على مناخك في العمل ، وتحرز على تقدم في مسارك الوظيفي وباقي مسارات حياتك.
وبإمكانك إحراز إتقان مهني عالي الجودة قياساً بباقي مستوى الانجاز المهاري لباقي زملاء العمل. وبإمكانك إحراز تقدم فني وأحداث تفوق مهني وزيادة فرص التقدير والترقية الوظيفية.
أن قيامك في توطيد ملكة التركيز ينفعك في كل مواقعك الحياتية وينولك أفضل الإمكانيات الفكرية والمهارات العقلية وبالتركيز توظف ذهنك وتركز على أداءك حتى تتلفظ بأفضل لغة وبلاغه. وبالتركيز تتحكم بمشاعرك وتحرك أفضل شعور وجداني . وتعامل علاقاتك بأحسن تعامل .
أن اهتمامك بالتركيز مهمة أساسية في تفكيرك ولأجل أحكامك التحكم في عقلك. وكذلك لإدارة شئون تخطيطك لحياتك . بالتركيز تحرز تقدمك وتحقيقك لمصلحتك.
إن مهمتك الأولى تبدأ في توظيف كل ذكاءك التي ترسخ في أعصاب دماغك ونظام عقلك . وبقدر قيامك في تنشيط حسن التذكية تنول الذكاء الإدراكي والوعي المعرفي . وتعرف الجواب الوافي لسؤالك . وبقدر ممارستك رياضة التركيز تحرك الميكانيزما العصبية وتخرج لك المعلومات الصحيحة والمنظمة . وتجد الجواب الوافي لكل مسألة شخصية وموقف حياتي . بانطلاقك في تطوير لياقة التركيز تبدأ منحى جديد لحياتك وتحصد مكاسب فورية وتجد حلول مهمة لإحداث ظروفك. وبإمكانك منذ لحظة الانطلاق في زيادة لياقة تركيزك.
هناك عدة طرق للتركيز يجب وضعها في الاعتبار
وجود أهداف محددة بدقة :
تعريف و تحديد الأهداف بدقة هو مفتاح رئيسي في عملية التركيز فإذا كنت محدد أهدافي ذهني تركيزي يكون كبير و لا يتشتت في محاولة معرفة الأهداف في كل مرة أقوم بخطوة ما .
تقسيم الأشياء إلى قطع صغيرة او ما يسمى خطة العمل :
وجود أهداف كبيرة أمر جيد و لكن وجود خطة عمل أمر هام جدا ، فخطة العمل تسمح لك بمعرفة كيفية العمل ، كيفية الحصول على الموارد ، تحديد أين أنت و أين تريد الذهاب بعملك ، فكسر الأهداف الكبيرة إلى صغيرة للتنفيذ هو أمر عظيم فهو يعطي الدافع لبدء و إنهاء الأمور في جلسة واحدة .
تعيين أولوياتك باستمرار :
لمعرفة أي مهمة تبدأ بها أولا يجب تحديد الأولويات دائما ، فبعض المهام أكثر أهمية من غيرها ، بعض المهام تأتي أكثر إلحاحا من الأخرى ، لقد وجدت أن العمل على المهام العاجلة تليها المهام التي هي اقل إلحاحا لها أكبر الأثر على العمل و هذا أمر ممتاز للتركيز في العمل في هي تسمح لي بإنجاز الأمور في الوقت المناسب و تسمح كذلك بان أتلقى أكبر قدر من المنافع
تتبع مدى التقدم باستمرار :
كل شخص منا يريد تحسين حياته ، لكن مع ذلك فإن من السهل البدء في مشوار ما بنوايا و دوافع حسنة و لكن من الصعب الاستمرار معها و إكمال مسيرة الالتزام بتلك المبادئ ، لذا تتبع التقدم المحرز في كل مرة يجعلكم ترون أبعد مما تظنون ويعطيكم وضوح أكبر على ما فعلتم إلى حد الآن و يمكنكم من قياس مستوى الجهد المبذول و كم تبقى لكم من طاقة لتكملوا المسيرة .
التخطيط للمستقبل بدون الفشل او الفتور :
ذكرنا في النقطة السابقة ان تتبع مدى التقدم يمكنك من معرفة كمية الطاقة المتبقية لكم لتكملوا المشوار فهنا التركيز على الجهد المتبقي يساعد على تعزيز التزامكم بنقاط الانطلاق التي حددتموها سابقا ، لدى بعض الأشخاص الذين يهملون هذه التخطيط المستقبلي تجدهم يفشلون في منتصف الطريق ، و من طبق النقاط السابقة سيجد في نفسه الدافع للاستمرار لأن مهمتهم أصبحت الآن بحجم صغير و سهلة الانتهاء بإذن الله تعالى و قوته .
فأنا شخصيا وجدت أن النظر إلى أهدافي و مخطط العمل دوريا يمكنني من تقدير كم من الوقت يلزم لعمل شيء ما و تحديد أفضل وقت للجلوس و العمل على ذلك .
كافئ نفسك عند الانتهاء من مرحلة ما :
من حين لآخر ألتفت ورائك إلى ما حققت من تقدم و ما أكملت من مهام ، خذ دقيقة و أنظر إلى طول الطريق الذي قطعته و تذكر أن المشوار المتبقي أقصر مما قطعته لحد الآن و كافئ نفسك بالشعور بأنك قريب من القمة ستشعر بطاقة هائلة تسري في عروقك تدفعك بشدة إلى بقية المشوار ، شخصيا كلما أكمل جزء من خطة العمل أكافئ نفسي و أنظر إلى ما حققت إلى حد الآن و فعلا أجد دافعا إضافيا للاستمرار.
كسر الروتين القاتل :
المثل يقول : ” الروتين قاتل ” و هو بالفعل قاتل ، قاتل للمواهب ، قائل للدوافع ، للمحفزات … إلخ لذي يجب دائما كسره ، و ذلك مثلا بأخذ استراحة صغيرة او تغيير جو المكان الذي أنت فيه او مشاهدة شيء مغاير أو تغيير ما تفكر فيه حاليا إلى شيء تحبه و ترغب به بشدة ، قم إلى الصلاة أو اخرج إلى الجو المنعش خارج مكان تواجدك … خذ كأس من الليمون و تمتع بها ببطء و ستجد نفسك تحررت من قيود الروتين و سترى بأن طاقتك قد تجددت لمواصلة عملك .
وجود أنماط إيجابية في الروتين اليومي :
كل منا يعاني من الروتين القاتل و لا مفر من الروتين ولو تم كسره ستعود إليه و ربما تجد نفسك بحاجة إلى كسره مرة أخرى و إن طبقت النقطة السابقة كثيرا ستجد وقت ضائع بكثرة و لن تستطيع إكمال المقرر في وقته لذا لكي لا تقع في هذا الخطأ يجب علينا إيجاد أنماط وأمور إيجابية في الروتين اليومي .
مثلا العمل في جو مكيف فالشعور بالانتعاش سيسمح لك و يشعرك بالمواصلة في العمل لأطول مدة ممكنة ، و أيضا العمل و أنت تستمع للقرآن بصوت منخفض نسبيا فكما قال الله تعالى في محكم التنزيل بعد بسم الله الرحمن الرحيم : ” أفلا بذكر الله تطمئن القلوب “ … فطمأنينة النفس تريحك و تسمح لك بالمواصلة و التركيز أكثر فأكثر .
إزالة المغريات من ذهنك :
في أي مجال عمل هناك دائما المغريات و الملهيات عن أعمالنا ، ففي عالمنا اليوم المغريات تعددت و كثرت أنواعها و أشكالها فلو أردنا العمل و النجاح و التركيز العالي فيجب حذف هذه المغريات من تفكيرنا ، فمثلا الانترنت بحد ذاتها من المغريات ، لنقل انك تعمل في شئ ما و أنت تريد التركيز الكامل فيه سيأتي إبليس و يذكرك بالأنترنت و الأصحاب و توييتر و الفايس بووك ..الخ ، فيغريك بترك ما تعمل عليه و الإنتقال الى الأنترنت لتضيع الوقت فيما لا طائل منه فبهذا تلهى عن مشاغلك و تترك عملك الى يوم آخر و لو تواصلت بهذا الوتيرة ضاع عملك و ضاع تركيزك الذي كنت تبحث عنه .
تذكر النتائج المحققة دوما :
عوضا من التركيز بشكل أكثر من اللزوم على خطة العمل و على ما تبقى من عمل لإنهائه ، أترك لنفسك الفرصة لمشاهدة ما تم إنجازه خاصة النتائج الإيجابية المحققة فهذا يعطيك صفة الرضي عن نفسك و على ما تحقق و على العمل و الدرب و الذي أنت تسير فيه حيث أن هذه النقطة تعطيك فوائد عظيمة ، مثلا :أنت تعمل في شيء ليس في مجالك المحبب إليك فلو قطعت مراحل منه ثم توقفت للحظة و نظرت إلى ما وصلت إليه لشعرت بالرضا عن نفسك و لشعرت بحافز كبير لإكمال الدرب ، هذه النقطة جد مهمة و يجب الانتباه إليها .