العقل الايجابي والذكاء الاجتماعي
لقد قامت الدراسات الحديثة في بناء مناهج التوظيف لقدرات العقل، وتعددت مناهج تطوير القدرات وغطى كل منهج جانب من وظائف التفكير واستفاد من منهج بتوظيف القدرات من زاوية التفكير التي اختص بها منهجه.
إن توظيف قدرات العقل يزيد بمن قدرتك على توظيف إمكانيات أكثر ويملك التفكير الأشمل حلول متنوعة بعكس الحلول الفكرية التي يضعها منهج واحد، كما أن الدمج بين المناهج يغير من وجه الشخصية ، وتتميز الشخصية المدربة على التفكير عن غيرها بقدرة التعامل مع الصعوبات والمواقف بطريقة أفضل من الشخصية المقيدة بنمط تفكير واحد.
بالتفكير الايجابي يتعامل المفكر مع كل موقف من زاوية يرى فيه حل للظروف الصعبة التي تواجهه ، ويستفيد الايجابي من الفكرة الايجابية ، ويوظفها بالواقع الذي يعيشه وعلى قدر ايجابيته وتفاؤله ينفذ فكرته فيجني منها ثمار النجاح والتمييز والثراء .
أما الذي يفكر بتشاؤم عقلي يخرج بأسوأ الاحتمالات ولا يستطيع التعامل مع المجتمع أو أسرته إلا على وقوع الأذى أو الضرر وعلى الرغم من تعدد مصادر الايجابية يصر على الخلاف وعلى فكرة المؤامرة والكيد ، ويتعامل مع المجتمع بواقع سلبيته ولا يخرج إلا بالأذى من تفكيره ، فيؤثر على عمله وعلى علاقاته بأسرته وعلاقاته بالمجتمع،
إن بناء منهج يعزز الأداء العقلي الايجابي حاجة لمعالجة الضعف في العلاقات والضعف في الشخصية وبالتدريب على توظيف العقل يدرك المتدرب قوة التفكير الايجابي، ويضع حلولا مفيدة لكل موضوع بفكرة ايجابية ويحولها إلى واقع اجتماعي وظيفي ،وينطلق المتفاءل بفكرته إلى مسؤولياته بثقة القدرة ، ولا يتوقف عن المحاولة لثقته بإمكانياته ويستمر في ايجابية الفكرة في معالجة الواقع.
وعلى عكس الايجابي فإن الشخصية السلبية تتعامل مع الظروف على أسوأ الاحتمالات ، وتتعايش مع الواقع كأنه سيء ويتأثر باقي أفراد أسرة المتشاءم بتشاؤمه ويتحول على واقع أسري وحياتي لكل أفراد الأسرة، ثم ينتشر التشاؤم الفكري إلى أروقة المؤسسات وأنظمة العمل ويغطي التشاؤم مساحات واسعة في المجتمعات المعاصرة ، ويقود اللاتفاؤل إلى طريق مسدود فلا تستطيع البيئة المتشائمة من معالجة الأخطاء ولا تستطيع إصلاح خطة العمل.
الفكر السلبي والتشاؤم الفكري:
إن البيئة التي أنتشر في أروقتها الفقر والعازة وقلة الوظائف وضعف الدخل لم تعالج وضعها ليس بسبب الظروف المحيطة بها بسبب سوء التفكير والنظر إلى الواقع بعين الحسرة والسخط وبالغضب النفسي لا يعرف العقل إلا مفاهيم الشك والتردد ، وينظر إلى كل فكرة بوجه سلبي ويشكك العقل المرتبك في الأفكار الاصطلاحية ، ويصر على سلبية الواقع وما لم يخرج من فكر التشاؤم لن يشاهد حلول لواقعه الراهن، إن كل مجتمع أزدهر في تجارته أو صناعته وتميز في الاستقرار المعيشي اظهر الايجابية في التفكير قبل ازدهاره وتطوره وعلى قدر تفاؤل المجتمع.
إن الشخصية الايجابية تنظر دائما إلى الحول وباحتمالات الممكن للحل الأفضل وتنظر الشخصية المتفائلة إلى الحول بواقعية قدرتها على التنفيذ وعلى قدر ثقتها تعمل ببناء الاحتمالات.