كيف تتعامل مع زميل مزعج أو سلبي في بيئة العمل؟ وكيف تحمي طاقتك النفسية؟

المقدمة
الزميل السلبي في العمل… مصدر توتر واستنزاف أم فرصة لتطوير مهاراتك؟
في بيئة العمل، لا يمكننا دائمًا اختيار من نعمل معهم. وقد نجد أنفسنا نتعامل يوميًا مع زميل سلبي في العمل يكثر من الشكوى والانتقاد، مما يؤثر على جودة يومنا، ويُشعرنا بالتوتر والإرهاق.
لكن، هل الحل أن ننعزل أو نتصادم؟ بالتأكيد لا!
الأفضل أن نُطوّر مهاراتنا في التعامل مع هذه النوعية من الزملاء، ونتعلّم كيف نُحافظ على طاقتنا النفسية وتركيزنا، مهما كانت الظروف.في هذا المقال سنتناول:
-
أهم صفات الزميل السلبي والمزعج.
-
تأثيره على بيئة العمل.
-
خطوات واضحة للتعامل معه.
-
طرق لحماية طاقتك النفسية.
✋ أولًا: ما صفات الزميل السلبي أو المزعج في العمل ؟
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالضيق أحيانًا. ولكن الزميل السلبي يتجاوز ذلك ليجعل السلبية سلوكًا دائمًا يتعامل به مع الجميع.
من أبرز صفاته:
-
الشكوى المستمرة:
لا يعجبه شيء، دائم الانتقاد ويشتكي من كل تفصيلة مهما كانت بسيطة. -
نقل التوتر:
تجده يضخّم المشكلات، وينشر القلق في الفريق، حتى في المواقف العادية. -
تحطيم المعنويات:
لا يشجع الآخرين، بل يُحبطهم بكلمات مثل: “هذا لن ينجح”، أو “جرّبنا ذلك سابقًا وفشلنا”. -
رفض التغيير والتجديد:
يتمسك بالروتين القديم، ويُعارض أي فكرة جديدة حتى قبل أن يفهمها. -
تقليل شأن الآخرين:
لا يعترف بجهود غيره، بل يلمّح أن نجاحهم بسبب الحظ أو المحاباة.
💣 كيف يؤثر الزميل السلبي على بيئة العمل؟
ربما تعتقد أن تجاهل الزميل السلبي كافٍ، ولكن الدراسات أثبتت أن السلوك السلبي ينتقل كالعدوى داخل الفريق.
التأثيرات المحتملة:
-
إرهاق نفسي: تشعر كأنك تحمل طاقة إضافية في كل تواصل معه.
-
ضعف الأداء الجماعي: يُقلل من دافعيتك ومشاركة الفريق.
-
توتر دائم: وجوده المستمر يخلق بيئة مشحونة وغير آمنة نفسيًا.
🛡️ كيف تتعامل مع الزميل السلبي بشكل ذكي دون أن تفقد أعصابك؟
المطلوب هنا ليس المواجهة ولا الهروب، بل الذكاء العاطفي، ووضع حدود واضحة. التعامل مع الزميل السلبي في العمل يحتاج إلى وعي بمصدر السلوك السلبي دون الدخول في صدام مباشر.
1. افهم السبب دون أن تبرر السلوك
حاول أن تتفهم ظروفه، فقد يكون يعاني من ضغوط. لكن لا تسمح لهذا بأن يُبرر استمراره في نشر السلبية.
2. كن واضحًا ولبقًا في حديثك
إذا بدأ في التعليق السلبي، يمكنك أن تقول:
“أقدّر رأيك، لكنني أود أن أُجرب الحل أولًا، ونقيم النتيجة بعد ذلك.”
هذا الرد حازم ومحترم في آنٍ واحد.
3. حدّد وقتك معه
لا تطيل الحديث معه، بل اجعل الحوار مختصرًا وفعّالًا، مع الحفاظ على الابتسامة والهدوء.
4. ركّز على نفسك
تقدّم في عملك، طوّر مهاراتك، واحتفل بإنجازاتك. النجاح الشخصي خير ردّ عملي على السلبية.
5. تجنّب نقل السلبية
لا تتحدث عنه مع الآخرين بشكل سلبي. فذلك يخلق جوًّا من القيل والقال، ويجعلك جزءًا من المشكلة.
🧘♀️ كيف تحافظ على طاقتك النفسية في بيئة مليئة بالسلبية؟
من الضروري أن تحمي نفسك من التأثير النفسي المتراكم الناتج عن التعامل المستمر مع هذا النوع من الأشخاص.
خطوات بسيطة لكنها فعالة:
-
مارس التفريغ النفسي اليومي:
خصص 10 دقائق بعد العمل لتدوين مشاعرك أو الخروج للمشي. -
تمارين التنفس قبل المواجهة:
خذ 3 أنفاس عميقة قبل حضور أي اجتماع معه. هذا سيساعدك على الحفاظ على توازنك الداخلي. -
ابدأ يومك بجملة محفّزة:
مثل: “أنا أتحكم في طاقتي، ولن أسمح لأحد بأن يؤثر على مزاجي.” -
كن على اتصال بزملائك الإيجابيين:
أحط نفسك بأشخاص يدعمونك، وابتعد عن التجمّعات التي تتغذى على الشكوى والانتقاد.
🚦 متى يجب أن تتخذ خطوة جادّة مع الزميل السلبي؟؟
التعامل مع الزميل السلبي في العمل يحتاج إلى وعي بمصدر السلوك السلبي دون الدخول في صدام مباشر. إذا تسبّب هذا الزميل في ضرر مباشر لعملك أو لفريقك، مثل نشر الشائعات أو التعمد في إحباط الآخرين، فحينها من الضروري أن تتحدث مع المسؤول المباشر بأسلوب مهني وواقعي، وتركّز على السلوك لا على الشخص.
على سبيل المثال: “لاحظت أن بعض التعليقات المتكررة تؤثر على تركيز الفريق، وأودّ أن أبحث عن طرق لتعزيز بيئة العمل الإيجابية.”
تذكّر أن الحفاظ على صحتك النفسية لا يعني تجاهل وجود الزميل السلبي في العمل، بل يتطلب استراتيجيات ذكية للتعامل معه.